#هذا_الحبيب « ٢١ »
السيرة النبوية العطرة (( حادثة شق الصدر ، كاملة ))
واعذروني على الإطالة
________________________________________
تقول حليمة رضي الله عنها :_ رجعنا إلى ديار بني سعد ومعي {{ محمد }} صلى الله عليه وسلم
وأخذ يشب شبابه مع إخوته في الرضاعة بعدما فطمته عن الرضاعة
{{ هنا نبدأ بالسيرة ، و أول نطقه وكلامه، صلى الله عليه وسلم }}
_________________________________________
تقول حليمة : نطق مبكراً ، وكان أفصح الصبيان بالنطق والكلام .
تقول : جاء محمد {{ صلى الله عليه وسلم }} في يوم من الأيام
فقال لي : يا أماه مالي لا أرى إخوتي في النهار ؟
فقلت له : يا بني ، إن لنا أغناماً يسرحون بها ، إلى الليل .
فقال : إني أحب أن أراهم في النهار
في اليوم الثاني ، أراد إخوته الخروج لرعاية الأغنام
فقال لها : يا أماه ، هل تأذنين لي أن أرعى الغنم معهم ؟؟
فقلت له : يا بني ، أنت صغير !!
فقال إخوته : يا أماه يا أماه ، دعي محمداً يسرح معنا ، نحن نرعاه ، لا تخافي عليه سنعتني به
[[ إخوته من حليمة هم ، الشيماء ، وعبدالله ، وأنيسة ، وكانت الشيماء دائماً تلاعب النبي وتقوم برعايته مع أمها وتحبه ، وعندما تبحث عنه حليمة تجده مع الشيماء تلاعبه وهي تنشد له الشعر .
هذا أخٌ لي لم تلدهُ أمي .. وليسَ من نسلِ أبي وعمي
ويكون حولها يضحك ويلعب ، صلى الله عليه وسلم ، ورضي الله عن الشيماء ، فقد أسلمت وكانوا يسمونها أيضاً أم النبي ]]
فخرج معهم ، وكان لم يُكمل السنة الثالثة من عمره ، صلى الله عليه وسلم
فأصبح يخرج ويسرح معهم بالأغنام ، حتى أصبح لا يفارق إخوته ، فلما كاد أن يتم الرابعة من عمره [[ يعني إلا شهرين أو ثلاثة ]]
___________________________________________
تقول حليمة : وفي يوم من الأيام ، خرج معهم كعادته فما إن انتصف النهار حتى جاء ابني عبد الله ومعه أخ له وعدد من الصبية يركضون ويصرخون
يا أمااااه يا أمااااه ، أدركي أخي القرشي ، فلا أراكِ تدركينه [[ بمعنى يا تلحقينه يا لا ]]
تقول حليمة : ففزعت وقمت أنا وأبوه بسرعة و قلنا :
ماالخبر ما بال محمد ؟!!
قالوا : ونحن بين الأغنام ، جاء إلينا رجلان ، طوال القامة ، عليهم ثياب بيض ، أخذوا محمداً من بيننا ، ثم صعدوا به أعلى الجبل ، فلحقناهم .
ماذا تريدون منه ، اتركوه ، إنه ليس منا اتركوه ، إنه قرشي ابن سيد مكة ، فلم ينطقوا بأي كلمة ، ولم نستطع اللحاق بهم
ورأيناهم من بعيد قد أضجعاه في طشت معهم ، وأخذوا يشقون بطنه
تقول حليمة : فانطلقت أنا وأبوه بسرعة مفزوعين
وأخذت تصيح حليمة بأعلى صوتها وتقول :
وااا ضعيفاه ، يا وحيداه ، يا يتيماه
______________________________________
فلما وصلت حليمة وزوجها ، نظروا الى الجبل
تقول : فرأيناه جالساً على قمة الجبل ، منتقع لونه أصفر ، ينظر إلى السماء
تقول : فانطلقت نحوه مسرعة ، ثم احتضنته وقبلته ، ثم احتضنه أبوه
قلت يا بني : مالذي جرى لك ، أخبرني ؟!
قال : إني بخير ، بينما أنا بين إخوتي أقبل إلينا رجلان عليهم ثياب بيض فأخذاني من بين الصبية
قال أحدهم للآخر .. أهو؟
فقال له : هو
ثم وضعاني في شيء معهما بكل لطف ثم شق أحدهما من صدري إلى منتهى عانتي وأنا أنظر إليه لم أجد لذلك مساً
[[ يعني لايوجد وجع أو ألم ]]
وأخرج أحشائي ثم أخرج منها شيئاً لا أعرفه ثم غسلها بالثلج ، ثم أعادها مكانها
فقال له صاحبه : قد قُمت بما وكّل إليك فتنحَّ [[ بمعنى أنها انتهت مهمتك ، التي قد وكلت بها ]]
ثم جاء الآخر فوضع يدهُ على صدري ومسح عليه فرجع صدري والتحم
وكشف لهم عن بطنه أي انظروا .. فلما نظروا رأوا مثل جرح وكأنه ملتحم حديثاً
ثم قال لصاحبه : زنه بعشرة من قومه [[ أي ضع الميزان و أوزنه]]
فوضعوني في شيء ووضعوا عشرة رجال في شيء آخر [[يعني مثل الميزان الكفتين ]] فوزنتهم
فقال له : زنه بمئة
فوضعوا مئة رجل فرجحتهم وطاش الميزان [[ في لغتنا اليوم ، طبش الميزان ]]
قال : زنه بمئة ألف
فوضعوا مئة ألف في كفة ، فلما وضعوني في الاخرى ، رجح الميزان ، وتتطاير الرجال في السماء ، فرأيتهم كأنهم يتساقطون عليّ
فقال له : دعه ، فوالله لو وزنته بأهل الأرض لرجحهم جميعا ً
ثم قالوا : لا تخف يا {{ حبيب الله }} فإنك لو تعلم ما يراد منك لقرت عينك ثم ضموني لصدرهم وقبلوني .. ثم طاروا في السماء وها أنا أنظر إليهم يا أمي فلن يعودوا [[ هذا حديث صبي عمره 4 سنين ، سبحانك يارب
___________________________________
يُحدث النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه عن حادِثة شق الصدر
عندما أقبلت حليمة وهي تصيح وتقول وااا ضعيفاه واا وحيدا ، واا يتيما ،سمعتها الملائكة من بعيد وهي قادمة
فلما قالت : وا ضعيفاه
يقول صلى الله عليه وسلم
فأكبوا عليّ ـ يعني الملائكة ، وضموني إلى صدورهم وقبّلوا رأسي وما بين عينيّ ، وقالوا حبذا أنت من ضعيف
ثم قالت : يا وحيداه ، فأكبوا علي فضموني إلى صدورهم وقبّلوا رأسي وما بين عيني .
وقالوا : حبذا أنت من وحيد وما أنت بوحيد ، إن الله معك وملائكته والمؤمنون من أهل الأرض
ثم قالت : يا يتيماه استُضعفت من بين أصحابك فقُتلت لضعفك ، فأكبوا عليّ وضموني إلى صدورهم وقبّلوا رأسي وما بين عيني
وقالوا : حبذا أنت من يتيم ما أكرمك على الله لو تعلم ما أريد بك من الخير لقرّت عينك
صلى الله عليه وسلم
__________________________________________
لماذا حادثة شق الصدر
الله عزوجل ، خلق الإنسان ، ويوجد مكان داخل جسده قريب من القلب ،كالعلقة يكون فيها مثل بيت أو مكان للشيطان ، ومن هذا المكان يجلس الشيطان ، و يلقي وساوسه للقلب ، كل إنسان فينا عنده هذه العلقة ، وهي حظ الشيطان منا أي نصيبه ، فجاءت الملائكة فأزالتها من صدر النبي صلى الله عليه وسلم ، فلم يعد للشيطان مكان ولم يعد له حظ من رسول الله .
ولو سأل أحدهم :
لماذا خلقها الله لرسوله وكان من الممكن أن يخلقه بدونها ؟؟
لأن هذه العلقة جزء من الأجزاء الإنسانية ، يعني لو نقصت لنقص الكمال الإنساني ، فخلقها الله تكملة لخلقه الإنساني صلى الله عليه وسلم
ثم نزعها منه تكرمة له واستُبدل مكانها الحكمة ، ليعلم جميع الخلق كرامته عندالله ، وليتأكدوا من كمال باطنه ، كما تأكدوا من كمال ظاهره
[[ فلو خُلق بدونها ، لم تظهر للخلق تلك الكرامة ]]
________________________________________
تقول حليمة : فأخذناه وحدثنا قومنا في بني سعد فخافوا عليه من الجن والشيطان
وقالوا : يا حليمة .. أحضري له كاهناً يرى ما القصة ؟؟
تقول حليمة : فأخذنا محمداً إلى كاهن ، ومحمد يقول مالي ومال الكاهن ليس بي شيء أنا بخير ، لا يريد الذهاب
ولكن لأنه صغير بالعمر غلبناه وأخذناه إلى الكاهن .
منقول / صفحة السيرة النبوية
{{ عذراً على الإطالة }}