معركة نتوء كورسك ... (عملية سيتاديل)
حدثت في 1943 وهي اضخم معركة دبابات في التاريخ دارت رحاها في منطقة نتوء كورسك السوفيتيية ومثلت هذة المعركة نقطة التحول من وضع الدفاع الى وضع الهجوم بالنسبة للجيش السوفيتى وحشد الجيش الالماني لهذة المعركة 2000 دبابة من نوع بانثر وتايجر و2000 طائرة بالاضافة الى مدافع فرديناندا الحديثة و مليون جندي يقودهم الجنرالان مودل وهوث وزعوا على النحو التالي: الشمال في منتطقة اوريل يتولى الجيش التاسع الهجوم بقيادة الجنرال مودل وفي الجنوب قطاع بييلجورود يهاجم الجيش المدرع الرابع والقوات الخاصة (مجموعة كمب) بقيادة الجنرال هوث اما السوفيت فقد حشدوا لهذة المعركة نفس العدد من القوات تحت امرة المارشال جوكوف والجنرال فاسيلفيسك أي ما مجموعه 9 جيوش بينها اثنان مدرعان ومجموعتين هجوميتين بالاضافة الى 20000 مدفع و920 كاتيوشا قاذفة صواريخ التي يسميها الالمان (الراجمات) و10 قطارات مصفحة لنقل العتاد والوقود والمؤن وفرقتان جويتان كما قاموا بزراعة ملايين الالغام وبلغت كثافة الالغام في القطاعات المهمة 1500 لغم مضاد للدبابات و1700 لغم مضاد للافراد في الكيلو متر المربع الواحد. من الممكن توقع نتيجة هذة المعركة اذ ان القوات الالمانية كانت اقل عددا من القوات السوفيتية ناهيك عن ان السوفييت كانوا على علم بالخطط الالمانية بأدنى تفاصيلها وذلك بفضل شبكة المخبرين العاملين لحسابهم. ورغم تحذيرات القادة الالمان من خطورة هذة العملية ونتائجها المأساوية على جيش الرايخ فقد اصر هتلر على تنفيذها. بادرت القوات الالمانية بالهجوم في شمال وجنوب النتوء وتمكنت من اختراق الجبهة السوفيتية ولكن بثمن باهظ ففي شمال النتوء يكلف القوات الالمانية غزو 10 كيلو مترات من الاراضي على خط جبهة يبلغ طولة 20 كيلو متر 25000 قتيل وخسارة 200 دبابة و200 طائرة اما في الجنوب فيكلف القوات الالمانية تقدمها مسافة 40 كيلو متر على خط جبهة طولها 50 كيلو متر 10000 قتيل و 350 دبابة و 150 طائرة اما السوفييت فأن خسائرهم لا تقل فداحة عن الالمان وبالتأكيد جسيمة جدا وفقد الطيران الالماني تفوقه التقليدي على الطيران السوفيتي وحدثت معارك ضارية جدا اسمتها الصحافة الروسية (سحق الالمان) وقارنها الروس بمعركة كوليكوفو التاريخية التي شهدت انتصار الامير دمتري على التتار عام 1380 و حصلت الكارثة قام السوفييت بأرسال جيشان اضافيان ومجموعة هجومية من القوات الخاصة ( 150 الف مقاتل) الى كورسك يقودهم مارشال كونييف اما في برلين فيصر الجنرالان فون مانشتاين وفون كلوغ لدى الفوهرر على ضرورة تخليه عن هذة العملية المكلفة جدا والايلة الى الفشل لامحالة ولكن يواجه طلبهما بالرفض القاطع والمتصلب من هتلر و يقبل اخيرا بالتخلي عن هذه العملية من دون ترك المواقع التي اكتسبت و تتحول كل القطاعات السوفيتية في كورسك من وضع الدفاع الى وضع الهجوم وقد خسر الالمان في هذة العملية وكما ذكر السوفييت اكثر من 70000 الف جندي و1700 دبابة و588 مدفع و 951 طائرة واكثر من 4000 عربة. ان الارقام المتعلقة بالطائرات والدبابات التي اعطبت هي على الارجح مبالغ بها ولكن الجنرالات الالمان اعترفوا بعد الحرب انهم ضحوا بأفضل مدرعاتهم ودباباتهم وخسروا تفوقهم في المجال الجوي في روسيا بسبب هذه العملية.
Nabil